المخيخ Cerebellum
يعد المخيخ ثاني أكبر أجزاء الدماغ (شكل 1 - 24) وهو
يحتل الجزء الأسفل والخلفي من تجويف الجمجمة فهو يقع خلف النخاع المستطيل والقنطرة
وتحت الفصوص القفوية للمخ. ينفصل المخيخ عن المخ بشق مستعرض transverse
fissure وينقسم إلى نصفي كرة مخيخيين متناظرين يرتبطان ببرزخ يدعى دودة
المخيخ vermis. يتكون كل نصف كرة من ثلاثة فصوص هي الأمامي
والخلفي والعقدي flocculonodular، وفي المقطع يظهر المخيخ مؤلفا من قشرة
تحتوي المادة الرمادية ومن مادة بيضاء تشكل التفرعات الشجرية arborvitae
وتحتوي أنوية مخيخية يرتبط المخيخ ببقية الجهاز العصبي بواسطة ثلاثة أزواج من
السويقات المخيخية cerebellar peduncles تحتوي الألياف
الحركية االحسية الناقلة للمعلومات من وإلى المخيخ فالسويقتان السفليتان - inf rior
تربطان المخيخ بالنخاع وبالحبل الشوكي وتحويان أليافا حسية وحركية. والسويقتان
الوطيان تربطه بالقنطرة وتحويان أليافا واردة فقط أي مزودة بالمعلومات أما
السويقتان العلويتان فتربطه بالدماغ الأوسط ومعظم أليافهما صادرة.
يعد المخيخ قشرة حركية للدماغ فهو ينظم حركات العضلات
وينسقها بشكل دقيق، كما يحافظ على الوضع posture الذي يتخذه
الجسم كما يحافظ على توازن الجسم equilibrium في كل وضع من
الأوضاع. كيف يقوم المخيخ بهذه الوظائف وما الاضطرابات التي تنشأ من الإخلال بها؟
يستقبل المخيخ معلومات من القشرتين الحسية والحركية والجهاز الدهليزي والعينين
والأذنين والجلد والعضلات والمفاصل والأوتار (وجميعها تراكيب لها مستقبلات ذات
علاقة بالحركة). يقوم المخيخ في الحال بمقارنة هذه المعلومات حول وضع أجزاء الجسم
بالمعلومات التي تصل إليه من القشرة الحركية والعقد القاعدية والمتعلقة بالوضع
الجديد المنوي التحرك نحوه. فإذا وجد المخيخ أن الوضع الجديد لا يمكن تحقيقه
بواسطة العضلات فإنه يرسل إشارة إلى القشرة الحركية للمخ وإلى مراكز أخرى طالبا
تعديل الحركة إما بزيادة انقباض العضلات أو تثبيط انقباضها، كما أن الإشارة تتضمن
أن تتم الحركات المستقبلية من هذا النوع بشكل أدق، ولذا فإن من وظائف المخيخ تعلم
إتقان المهارات الحركية.
هكذا فإنه ليس من وظيفة المخيخ إنشاء الحركات بل
تنسيقها وضمان دقتها ودليل ذلك أن حدوث عطب في المخيخ لا يحدث شللا، بل يؤدي إلى
حدوث حركات عشوائية متذبذبة مصحوبة بارتجافات تزداد كلما اقتربت الحركة من الوصول
لهدفها وتستمر بعد ذلك للحظات. من وظائف المخيخ التي ترتبط بوظيفة تنسيق الحركات
العضلية، السيطرة على توقيت الحركات المعقدة وتسلسلها والتكهن بموقع أجزاء الجسم
المستقبلية أثناء حركة معينة كما في أثناء المشي.
أما وظيفتا المحافظة على الوضع والتوازن فتتمان بأن
ترسل المستقبلات السالفة الذكر معلومات إلى المخيخ عن وضع الجسم وأجزائه بالنسبة
البعضها وعندما يتغير وضع الجسم يرسل المخيخ معلومات تصحيحية إلى القشرة الحركية
المخية التي ترسل بدورها معلومات إلى العصبونات الحركية والعضلات الهيكلية لتصحيح
وضع الجسم والحفاظ على توازنه. بالإضافة إلى الوظائف الرئيسية السابقة للمخيخ
تتوافر أدلة على أن المخيخ يلعب دورا في تطور العواطف في الإنسان، إذ يعدل
انفعالات الغضب والسرور سامحا بذلك للتعبير عن العواطف بشكل طبيعي.
الشكل 1-24: الشكل الخارجي للمخيخ.
الفصل التاسع:
·
الدماغ
·
العلاقة بين تحت المهاد
والغدد الصماء
·
دور تحت المهاد کساعة بيولوجية
·
المخ
·
المنطقة الحسية الأساسية
(منطقة الإدراك البدني الأساسية)
·
العقد القاعدية أو الانوية
المخية
·
أماكن خزن المعلومات ( أماكن
الذاكرة
·
دائرة منعكس رمش العين في
الأرنب
·
الأساس العصبي للذاكرة
والتعلم
·
التغيرات الفسيولوجية
الخلوية المصاحبة لبعض أنماط التعلم
·
الأهمية البيولوجية للنوم
والأحلام
·
الأهمية التطبيقية التخطيط
الدماغ وبعض اضطرابات النوم
·
المخيخ
·
مسالك قشرية شوكية أو مسالك
هرمية
·
أسماء المسالك العصبية
ووظائفها
المصادر
- التشريح الوظيفي وعلم وظائف الأعضاء ، الدكتور شتيوي العبدالله (2012) ، دار المسيرة عمان – الأردن.
- Widmaier, Eric P.; Raff, Hershel; Strang, Kevin T. (2016). Vander's Human Physiology Mechanisms of Body Function. New York, NY: McGraw-Hill Education. pp. 14–15. ISBN 978-1-259-29409-9.
- R. M. Brain. The Pulse of Modernism: Physiological Aesthetics in Fin-de-Siècle Europe. Seattle: University of Washington Press, 2015. 384 pp., [1].
- Bernard, Claude (1865). An Introduction to the Study of Ex- perimental Medicine. New York: Dover Publications (published 1957).
- Bernard, Claude (1878). Lectures on the Phenomena of Life Common to Animals and Plants. Springfield: Thomas (published 1974).
Comments
Post a Comment